كيف تتخلص من الخوف وتتحلى بالصبر والطاعة
مقدمة ماهو الخوف من المجهول
هذا الخوف يفقد أهل الدنيا سعادتهم وسكينتهم مهما يكن عندهم من المال وخيرات الدنيا، لأنهم بكل بساطة يخشون من فقدانه وتتبدل أوضاعهم للأسوأ. من لديه المال قد يفتقر، من لديه الصحة قد يمرض مرضا شديدا، الآمن قد يُروَّع، الذي يحب حبيبه حبا شديدا قد يموت
إذًا؛ أتريد معرفة هذا الخوف و كيف تتخلص من هذا الخوف المجهول للمستقبل؟
: بكل بساطة
طريقة التخلص من الخوف من المجهول
اتخذ قراراً بالرضا عن القَدَرْ مهما يكن. من هذه اللحظة! اتخذ هذا القرار، وقل هذا الدعاء: "اللهم أسلمت نفسي إليك فالطف بي وأعني على النوائب ورضني بقضائك وقدرك"
الافكار السلبية
كلما جائتك الأفكار السلبية و هاجس الخوف من المجهول ردد العهد الذي اتخدته بأن ترضى وثق في معونة الله لك.
إذا قمت بهذا فلن تخاف من المستقبل؛ لأنه ما عاد مجهولا، بل أصبح صفحة مكشوفة لك! كيف ذالك؟ ببساطة: أنت الآن بعد اتخاذ هذا القرار على ثقة ويقين بأن كل ما يحصل معك فيه خير لك
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمرِ المؤمنِ. إن أمرَه كلَّه خيرٌ
وهذا ليس لكل البشر فهو للمؤمن الذي عاهد الله بإيمانه. إن أصابته سراءُ شكرَ. فكان خيرًا له
وإن أصابته ضراءُ صبر. فكان خيرًا له» (صحيح مسلم: [2999])
فبعد إتخاذك لقرارا الشكر في السراء والصبر في الضراء يجب عليك عدم القول : "لا أدري إن كان المستقبل يحمل لي خيرًا أم شرًا"
. فبنص كلام النبي صلى الله عليه وسلم أن المستقبل لا يَحْمِل لك في هذه الحالة إلا الخير
اتخادك القرار
العجيب في هذا الأمر أنه بإتخاذك هذا القرار، هنا أنك أنت الذي ترسم مستقبلك بإذن الله، ليست المسألة أقدارًا مجهولة تتقاذفك في وديان الضياع، بل أنت من الذي يحدد نتائج أحداثك المستقبلية، لم يعد مهماً الخوف من : الفقر أم الغنى، الصحة أم المرض، بقاء الأحباب أم وفاتهم، أنت! أنت من سيجعل هذا كله في مصلحتك بإذن الله. ما عليك إلا اتخاذ قراراً بالرضا. أعتقد أنني على دراية ما تقوله مع نفسك في هذه اللحظة! ستقول: "حتى لو اتخذت هذا القرار، الرضا والصبر، لكن قد يقدر الله عليَّ ألا أكون صبوراً"
لن أعالج أنا لك الخوف من هذه النقطة، بل سيعالجها الله سبحانه وتعالى:{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء الأية:122]
قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن:11]
هذه الآية تبرز لنا معاني عظيمة، من بينها أن الذي يستسلم لقضاء الله في المصائب -يعني يتخذ قرار بالرضا- فإن الله تعالى سيهدي قلبه ويثبته ويعينه
أيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج مسألة الخوف من المجهول حيث قال في الحديث الذي رواه مسلم: «ومن يتصبر يصبره الله». إذًا خُد المبادرة أنت وتوكل على الله واتخذ هذا القرار ولا تقل قد يُقدر الله علي بعد ذلك ألا أصبر. فالله أحلم من ذلك وأرحم بك من أمك الذي ولدتك
كيف تثق بنفسك للتخلص من هذا الخوف
يمكن الآن أن تكون غير واثق من نفسك بإتخاذك هذا القرار وأيضا يمكن أن تقول: "أحاول أن أتخذ القرار بالرضا، لكني أحس بعدم الصدق في ذلك لأني أخاف أن يكون البلاء شديدا
قد تقول: "أنا الآن في استطاعتي أن أتخد هذا القرار لأني أحب الله تعالى. لكن إذا ابتلاني ابتلاء عظيما فأخشى أن تتأثر هذه المحبة"، في هذا الصدد سنتعاون أيضا إن شاء الله على إعادة بناء محبتنا لله تعالى على أسس سليمة كي نطمئن إلى معيته ومعونته مهما كانت الظروف
مالمطلوب منك الان فعله
المطلوب منك الآن فقط أن تثق وتؤمن وتوقن بحكمة الله ورحمته، فتتخذ القرار بالرضا
الرضا الكامل التام الذي لا تشوبه شائبة
المطلوب منك عندما تضع رأسك لتنام وتقول الدعاء النبوي: «اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك» (صحيح البخاري: [6313]).
أن تقولها بيقين مطلق وطمأنينة وراحة نفسية تامة، لتكون مشمولا بالخطاب الذي وجهه الرحمن الرحيم إلى نبيه حيث قال: «وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا» [الطور:48]
أي لا تخف، أنت في حمايتنا و حفظنا ورعايتنا. اتخذ القرار بالرضا، عند ذلك ستشعر أن الله تعالى يحبك. ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: «وإنَّ اللهَ يُعطي الدنيا من يُحبُّ ومن لا يُحبُّ، ولا يُعطي الإيمانَ إلا مَن أحبَّ» (السلسلة الصحيحة للألباني: [6/482])
اهمية الرضا والصبر على القضاء
فالرضا والصبر على قضاء الله وقدره إيمان، إن حزته فاعلم أن الله يحبك. وحينئذ سيطمئنُ قلبك وتكون على حق المعرفة بأن الله تعالى يريد بك إلا الخير، مهما يحصل معك في المستقبل. فهل من المعقول أن الله يبتليك ويرضيك لأنه يريد بك شرا حشاه ربي أن يكون هكذا فربنا كريم فربنا عظيم إنِ إبتلانا إلا لخير لنا وستخبرك الأيام بهذا وهناك العديد من القصص عن ابتلاء الله للمؤمنين فما كان فيه إلا الخير لهم في الدنيا والآخرة
اتخذ هذا القرار وارضى بحكم الله وقدره عليك و انظر حينئذ كيف ستكون حياتك وكيف ستكون نظرتك للحياة والله ثم والله أنني واثق وكلي ثقة من أن حياتك ستكون كلها إيجابية إلى أقدار الله تعالى، فالذي يقدر عليك هذه الأمور هو حبيبك الذي يحبك: الله سبحانه وتعالى
إن قدر عليك المرض فبمحبة، وإن قدر عليك الفقر فبمحبة
انظر إلى الطمأنينة والسعادة التي ستغمرك حينئذ، وأنت صاحب القرار بإذن الله
خلاصة الموضوع :
اتخذ قراراً بالرضا عن الأقدار الحالية والمستقبلية لتتخلص من الخوف إلى الأبد